مرحلة تحول في الرؤية الروائية (رواية بان الصبح) لعبد الحميد بن هدوقة

بقلم الاستاذ: محمد سعدون
ترى ما معنى أن نقول بأن هذه الرواية أو تلك تمثل مرحلة تحول في الرؤية الروائية للكاتب؟
بقلم الاستاذ: محمد سعدون
ترى ما معنى أن نقول بأن هذه الرواية أو تلك تمثل مرحلة تحول في الرؤية الروائية للكاتب؟
إن المفهوم من هذا القول، يحملنا على أن نتصور، بأن هناك تغييرا جذريا وعميقا في الهيكل الداخلي للرواية، وما يتضمنه من فكر وتشكيلات ابداعية مختلفة، وفي الاطار الفني الموافق للرؤية الجديدة، لأن التحول في الرؤية بمعناه الدقيق لا يعني أبدا تبديل بعض الوسائل التقنية أو ترميم بعض البنى التي لم تعد فاعلة، بل يعني أن يحدث الكاتب ثورة شاملة على كل المستويات التي تشكل عمله الروائي.
ولهذا ينبغي أن نحدد المصطلح لنفرق بين تطور الرؤية وتحول الرؤية، فالمصطلح الثاني أعمق وأشمل، يتبعه تغيير كامل في البناء الروائي، شكلا ومضمونا، باعتبار أن الرؤية أصل التجربة الابداعية، ينشأ عن تحولها، عمل اخر متميز تماما عما سبقه من أعمال. فأين نضع كتابنا من هذا المنظور؟
لست مقتنعا بإسقاط المصطلح الثاني "تحول الرؤية" على رواية بان الصبح، ولكي أرى تطورا نسبيا في الرؤية يظهر في مراجعة الكاتب لبعض التقنيات والميكانيزمات المعينة التي كان يستعملها في رواياته السابقة، كالتخفيف من تسليط المنهج أو الاتجاه، وإبرازه بشكل طغى على العمل الفني..وكتغيير البيئة الذي تبعه تطور نمطي في سلوك النماذج البشرية، ثم تعديل طفيف في سرد الأحداث، بالإضافة الى استعمال النهاية المفتوحة العنقودية.
فهذه التحولات الجزئية والشكلية في معظمها، ربما أو حتى لبعضنا بأنها ناجمة عن تحول أساسي في الرؤية...وفي اعتقادي أن هذا ليس صحيحا..ونستدل على ذلك بالخلل الواقع في هندسة البناء الفني الذي أقامه على عنصر المصادفة في صنع الأحداث، وربط العلاقات بين الشخصيات، مما أثر على هذه الرواية من حيث القيمة الادبية...وسنعلل هذا الطرح في الاخير باختصار، نظرا لارتباط تقنية البناء الفني بالتحول أو التطور في الرؤية...وربما كانت رواية الجازية والدراويش أحسن مثال للتحول في الرؤية خاصة من الناحية الفنية حين أدخل عليها الغرائبية والسحرية، وقد كان أن يكون التحول فيها شاملا لو لا تشبث الكاتب بالقناعة المنهجية والمذهبية التي لم يتنازل عنها لسلطان الفن...
وانطلاقا من هذا الابعاد العامة نستطيع الآن أن نحدد بعض المستويات التي لحقها التغيير أو التعديل من جراء تطور الرؤية في رواية بان الصبح.
1-المستوى الفني واللغوي:
- نلاحظ أن الكاتب قد اختزل ذلك السرد الشاعري الرومانسي المطول، الذي ساد في رواية ريح الجنوب التي اشتملت على كثير من المقاطع السردية الشاعرية الإضافية، حتى وإن قصد بها تجديد النفس للقارئ، وكسر روتين السرد للأحداث دون أن نقلل من شأنها...أما رواية بان الصبح، فهي تخلو من ذلك، ونلاحظ أنه قد عوض السرد الشاعري الذي كان يطيل فيه كما ذكرنا ببعض المقاطع من السرد السريالي المقتضب والذي لم يتكرر إلا قليلا، وقد أحسن في إدخاله كفنية جديدة في الرواية، وهذا العنصر الجديد والفعال في أن واحد لم يستعمله في كثير من المحطات الموافقة، وهو لو قام بذلك، لأعطى نوعا من التوازن الفني لروايته، وهذا السرد السريالي، يتجلى لنا في الحوار الداخلي، لشخصية دليلة لما كانت في شقة كريمو ابن الشيخ ابن عبد الجليل، وهي تنظر الى كأس الخمر، في لحظة تداعت فيها الذكريات الاولى مع كريمو، ولكن الكاتب، لم يستطرد في ذلك المونولوج أو الحديث النفسي، على الرغم من أنه كان ممتعا حقا، إذ أضفى على الاحداث نوعا من الغرائبية الجذابة، بينما كانت تجري متواترة، في أنساق أسلوبية ولغوية متمالة..كما ورد استعمال السريالية مرة ثانية، في اللحظة التي اكتشفت فيها دليلة أخاها الكبير (عمر المتزوج)، وهو في وضعية سيئو منافية للأخلاق، داخل سيارته مع امرأة أجنبية، صدمت إثرها بذلك المنظر، الذي لم تكن لتتوقعه أبدا، وأطلقت العنان لجيشان نفسي عميق، فرأت الاشياء مخالفة للواقع في ما يشبه الحلم الذي اختلطت فيه الذكريات بالنزاعات المكبوتة لديها من جراء القيود والتقاليد الكاذبة التي يتستر وراءها البشر كأبيها وعمر، وغيرها من هم حولها...أما اللغة فوردت في شفوف فنية، أضفت على العمل لونا من الجاذبية الشاعرية، وقد قلل من المبالغة في اختيار الالفاظ التعليمية الاكثر رقة وشفافية، وتخلص تماما من تلك المقاطع السردية الرومانسية المستقلة، التي كانت تظهر في أعماله.
2-مستوى الأحداث:
- إننا نلمس من اختيار العاصمة كبيئة تجري فيها أحداث الرواية وعيا في تغيير روتين الاحداث الريفية المبتذلة التي تجانست فيها معظم الروايات الجزائرية، وهو مع تلك المحاولة في تغييب الريف إلا أنه لم يتخلص كلية من آثاره، فصالح أخ الشيخ علاوة رجل مجاهد ريفي، له نزعة راديكالية في الحكم على الاشياء انطلاقا من مبادئ وقيم متوارثة، وابنته نعيمة الجامعية لم تسلم هي الاخرى من أفكار الريف، على الرغم من ثقافتها، فهي تبكي وتواجه مصيرها باستسلام كأي امرأة ريفية خانعة، ولم يمنح الكاتب هذه الشخصية، انطلاقا من ثقافتها ووعيها كفتاة جامعية، ولو قليلا من التفكير، إن عز الفعل، للتخلص من الورطة التي وقعت فيها وإنقاذ نفسها من الموت لما سجنها والدها صالح في غرفة ليقرر مصيرها بعد حين، وقد حفر لها جبا لدفنها فيه إذا ما تأكد من الحمل المزعوم الذي اتهمت به، وقد كانت بريئة وقادرة عن الدفاع ولكنها لم تتفوه بكلمة، ومن جانب آخر فإن اهتداء الاب صالح للذهاب بابنته نعيمة الى الطبيب للتأكد من الحمل، وهو الرجل الريفي، الذي يتصرف عادة في مثل هذه المواقف، بطريقة عاطفية قد جعله الكاتب يتصرف بمنطق روماني واقعي متمدن يتفوق فيه على تصرف أسرة الشيخ علاوة المتقدمة والمتحضرة والتي لم تهتد الى مثل هذا الحل، وما يعد ذلك شرخا في مراعاة وتحديد مستوى الشخصيات ويمكن أن نتناول أحداث جوهرية في الرواية نستجلي منها جانب التحول أو التطور في الرؤية:
الأول: - يتمثل في سلوك دليلة وما انطوت عليها حياتها من مشاكل معقدة ترتبت عن نظرتها المتفتحة جدا على الحياة في مجتمع له تقاليده القاهرة. هذا التفتح الزائد عن حده أوقعها في الخطيئة، (الحمل اللاشرعي)، والاصطدام بالأطر التقليدية المضروبة مما أدى بها الى التفكير في الانتحار، كوسيلة حل نهائي لمشاكلها بعد التأزم النفسي الشديد، ولكنها في الأخير، تواصل الصراع مع الحياة وتهرب من البيت المهيأ للتفجر، وتواجه المصير بنفسها داخل حصار آخر، في مجتمع لا يرحم في مثل هذه الانزلاقات.
الثاني: - سلوك نعيمة وما جرته عليها الاقدار من مأساة طارئة أقلبت وضعية بيت عمها الشيخ علاوة، فتصدعت العلاقة بين العائلتين القريبتين إثر تلك امأساة المفاجأة حين فض الشيخ علاوة سرا الرسالة المعنونة باسم نعيمة ابنة أخيه والموجهة في الحقيقة الى ابنته دليلة، من طرف كريمو ولد الشيخ بن عبد الجليل...بينما كان الامر يتعلق بابنته دليلة.
الثالث: - سلوك أسرة الشيخ علاوة وتباين المستويات والأفكار بين أفرادها حيث كان لكل واحد مسلك واتجاه خاص، نجم عنه نوع من المزج بين المتناقضات داخل العائلة، تطفو تارة وتختف في سياق الاحداث تحت السلطة الابوية للشيخ علاوة.
إن هذه الاحداث الرئيسية التي تشابكت وتعقدت وتساوقت مجتمعة لتشكل حبكة المتميز، تبقى في الأخير، تواجه مصيرا مجهولا لا نعرف نتيجته..كما أن قرارات عائلة الشيخ علاوة الحاسمة المتمثلة في زواج زبيدة، وزواج مراد من أسرة الشيخ ابن عبد الجليل تبقى معلقة أيضا..وأشياء أخرى تابعة تظل دون فصل أو نهاية محددة، باستثناء سلوك نعيمة الذي جعل له نهاية سعيدة بدل أن تكون درامية مفجعة لو أن أباها صالحا قتلها وهي بريئة من الحمل اللاشرعي.
فهذا التعدد وهذا التنوع في النهاية، نعده تطورا في الرؤية الروائية بحيث يبقى القارئ تتنازعه عن باقي الحلول في الروايات الاخرى. أما الاتجاه الذي كان يعتنقه الكاتب، والذي كان يفرضه فرضا في معظم رواياته بتقنيات تطغى عن العمل الفني، وتؤثر عليه، فقد تخلص منه الى حد بعيد في هذه الرواية، ولا ندري فيما إذا كانت هذه الرواية فعلا، تمثل بداية تحول أو تراجع في الاتجاه..أم أن الامر لا يعدو أن يكون تفطنا الى طغيانه على حساب العمل الفني والإبداعي.
3-مستوى الشخصيات:
- شخصية دليلة:
ليس من عادة الكاتب أن يستعمل نموذجا نسويا في روايته..إنه تحول أخر، يتعلق بشخصية المرأة التي كانت تظهر عنده مقهورة مقيدة لم تنل حظا من الحرية في إبداء الرأي وإظهار السلوك، بوصفها كائنا له الحق في الحرية والتعبير عن نفسه، وسط مجتمع رجالي، فهي مجرد أمة يسلط عليها الرجل كل عقائده ومعتقداته البالية وهي مستسلمة مذعنة في صورة المسكينة المظلومة، أما شخصية دليلة في هذه الرواية فهي شخصية قوية تضرب بكل الاعراف والتقاليد عرض الحائط، وتتحدى العراقيل والمتاريس الاجتماعية بشكل يبرز قدرة المرأة على الخروج من الحصار المضروب عليها، وعلى الرغم من كونها سلوكات غريبة تماما عن الوسط الاجتماعي..إلا أن الكاتب كلن يبررها بتقنية معينة عن طريق موازاتها بسلوكات الاخرين الخاطئة..فالشاب كريمو بخداعه أوقعها في الخطيئة، فتحمل منه ويرفض الاعتراف بالزواج الذي أقره من قبل، ويبحث عن طريقة لإجهاض الجنين وإبعادا للعار الذي يمسه كواحد من أسرة غنية لها وزنها الاجتماعي الكبير...أما علاوة والد دليلة وهو الامام المرشد فإنه يفوت الفرصة على ابنته زبيدة حتى تصيح عانسا في سن الاربعين تقريبا بدافع حب الثروة والجاه، بالإضافة الى أخطاء كثيرة ترتكبها النماذج الاخرى الواردة في الرواية، هذه الاخطاء وإن بدت سلبية إلا أنها تشكل تفاعلات نحو تغيير اجتماعي شامل.
فالتحول هنا يبدو في كون الكاتب أصبح يوازن بين النماذج البشرية البديلة الجديدة التي تشارك في حركية المجتمع فتمنحه الدينامية التي ينجم عنها التطور، وبين النماذج المتخلفة التي تمثل الستاتية والثبات، وكما كان يركز على عيوب الطبقة الغنية الاقطاعية المتحكمة، ويسهب فيها.
إنه في هذه الرواية يظهر النماذج البديلة التي تمهد للمستقبل القادم، في صورة الشخصيات المتمردة كلية، أو التي ترهص نحو التمرد في محاولات سلوكية سلبية يطبعها العنف، ولم يعطها النموذج الامثل الصالح تماما، كي لا تكون مناقضة أو منافية للواقع الذي لم يبلغ النضج التام، والوعي الحقيقي...وهناك أمثلة تؤكد هذا النمط الجديد من المقارنة من خلال سلوكات رضا ومراد وعمر ونصيرة...وكلها نماذج لجيل آخر، يعكس التحول الاجتماعي، أو هي إفراز لواقع يتغير تدريجيا نتيجة تحولات سياسية واجتماعية.
- شخصية رضا وشخصية نعيمة:
- أرادهما الكاتب أن تكونا شخصيتين مثاليتين الى حد ما، شاب متنور يحمل أفكار الجيل التقدمي، ونعيمة المرأة الاتية من الريف هي الاخرى تنحو نحو التنور والانعتاق، وتسعى لتكون عنصرا فعالا في المجتمع وباشتراكها في الحياة السياسية، ولولا نكستها مع عمر، لتغير مجرى حياتها كلية، ولكنها تغادر الجامعة وتعود للريف لتواصل دراستها على مستوى محدود (المعهد التكنولوجي).
ولعل إعطاء المرأة صورة مغايرة في رواية بان الصبح تختلف عن صورة المرأة في الروايات الاخرى في مقاومتها وإبراز شخصيتها الحقيقية وطاقتها وإمكاناتها ومواهبها كعنصر فعال لها الحق في أن تأخذ دورها في الحياة، يعد تطور أيضا وتغييرا في نمطية الرؤية للعنصر النسوي، الذي يعمل عليه الكاتب كخامة أساسية، لبلوغ مستوى اجتماعي متكافئ تقدمي.
- شخصية ذهبية:
- شخصية ثانوية وهي امرأة فقيرة تعمل في حمام البرجوازية باية، تحضر الاجتماع العام لمناقشة الميثاق الوطني بهدف فضح البرجوازيين والبرجوازيات، وقد اخترقت الجموع الغفيرة وقالت كلمتها عالية...إنها امرأة فقيرة وتعيش الازمة بعمق، يصبح لها وعي فهي تثور على الوضعية المزرية، وتناقش الحساب...ولم يكن نموذج المرأة عند الكاتب بهذا الشكل من التحدي ضد الظلم والقهر والتسلط. أما الجانب الاخر في تحول الرؤية فتجسد في تصدع عائلة الشيخ علاوة، في انبتار العلاقة ينه وبين عائلة الشيخ ابن عبد الجليل الغنية، وهي إشارة إلى تفكك وانهيار على هيمنة وتسلط الاقطاع الذي يعرقل مسيرة التقدم والازدهار...ثم إن الكاتب، كان يجسد كيفية النضال وأشكاله من أجل التغيير، من خلال سلوكات نماذج الجيل الجديد الفعالة والتي تمثل القطيعة التامة مع الماضي...فأبناء الشيخ علاوة على الرغم من غنى والدهم إلا أنهم لا يشاطرونه الرؤية للحياة، بل يناقضونه تماما، فأفكارهم وسلوكاتهم في رواية بان الصبح، تتكرس شيئا فشيئا وبقوة وإن كانت لا تمثل نضجا حقيقيا...ويتجلى ذلك خاصة في سلوك دليلة الرافضة للواقع الذي يحتضن الأزمة، وكذلك في سلوك مراد الطبيب على الرغم من استسلامه في الأخير، للزواج من وهيبة ابنة الشيخ ابن عبد الجليل الغني فيحقق بذلك رغبة أبيه الناجمة عن نزعة إقطاعية...ويهدف الكاتب من وراء ذلك، الى إظهار بقاء فعالية النمط الاجتماعي القديم الجاثم بقوة على الرغم من تحدي الجيل الجديد الرافض،الذي لم يتلاءم مع القهر والنظرة الماضية.
فالكاتب كان واقعيا جدا في روايته كما كان يصف تفاعلات تلك المرحلة فلم يبالغ بأي شكل، في رصد الواقع الحقيقي للمجتمع الجزائري آنذاك. أما ما يمكن مؤاخذته عليه في هذه الرواية فهو استعمال عنصر المصادفة في بنائها...فنجد أن كريمو التقته دليلة ابنة الشيخ علاوة مصادفة في النفق الجامعي، فتحدث العلاقة بينهما...ودليلة تكشف أخاها عمر مصادفة مع امرأة وسط موقف السيارات في العاصمة...وهي تركب مع نصيرة في سيارتها ونصيرة هذه ضحية في يوم ما من ضحايا كريمو وهكذا لو تتبعنا القصة من كل جوانبها التقنية لوجدناها مبنية على منطق رياضي بعيد عن تداعيات الاحداث التي ينبغي أن تجري في إطار فني وطبيعي ملائم...ومع هذا فإن الرواية على الرغم من ذلك ترصد حقائق اجتماعية تبرز بدايات تكوين الفرد الجزائري وإرهاصاته للدخول في مرحلة تاريخية جديدة.
إن تحول الرؤية الروائية كان تبعا لطبيعة المرحلة التي يعالجها الكاتب في رصده للأحداث الواقعية والتحولات الطارئة على المجتمع...من هنا تظهر طبيعة التحول في الرؤية الروائية...فالتحول إذا كان ناجما عن طبيعة الاحداث المتغيرة نتيجة المرحلة الجديدة...فالكاتب كان لصيقا جدا بالواقع، يتمشى معه ويرصده ولا يتجاوزه.
أما التحول الابداعي والفني الحقيقي الذي لم يكن جذريا ولم يمس كل المستويات الفنية فيظهر في إدخال عنصر السريالية ولو كان نزرا، وكذلك في تغيير فاعلية الشخصيات التي يراها نموذجا أسمى للفرد الجزائري، والتي كانت في رواياته الاخرى عبارة عن شخصيات مهزومة يائسة تحت وطأة الواقع...أما النهاية فقد تفردت إبداعيا، ومنحت هذا العمل شحنا ترجيعيا كاد أن يغطي عامل المصادفة.