ذكريات وجراح لعبد الحميد بن هدوقة الحالة والحركة -مقاربة بنيوية-

بقلم الاستاذ: السعيد بوطاجين
مقدمة:
لا يخلو أي نص أدبي من ثنائية الثبات والحركة، أي الحالة والتحول بالمفهوم السيميائي، أو السردية (NARRATIVE) إذا أردنا تحديد المصطلح والأدوات الاجرائية المنتهجة حديثا في تحليل البنى النصية الى بنايات متآلفة تشكل مجتمعه النص TEXTE، أو ما يسمى النسيج في الترجمة الدقيقة.
لا يمكننا، بطبيعة الحال، أن نتصور نصا أدبيا لا يركن الى الاستراحة، هناك دائما لحظات يعرف فيها السرد بعض التراخي لأسباب جمالية أو بنائية تتعلق بفعل الاضاءة أو يقصد بذلك إقصاء الفعل لخدمة الصورة أو الحالة، كوصف المكان والشخصية مثلا، أو الاستغراق في التأملات لغايات متباينة.
والحال أن هذه التقنية غدت بديهية وضرورية في آن لاستحالة بنية النص على نمط فعلي – حركي مستمر من البداية الى النهاية: فعل، فعل/فعل، فاعل/فعل مفعول به وهكذا.
ما يهمنا في حقيقة الأمر، هو معاينة استراتيجية الحالة – الحركة ولمائيتها، إن كانت هناك لمائية لها ما يبررها بنائيا وسياقيا، بغض النظر عن الرؤى الجمالية للكاتب والشخصيات المبئرة، إن نحن أخذنا الشخصية مستقلة عن الكاتب، وغير خاضعة للإسقاطات والنزعات التخطيطية بالمفهومين النفسي والاجتماعي.
نشير الى أننا لن نتعرض الى هذه المبررات النفسانية والاجتماعية إلا في حالة تجلياتها الصريحة، وسنكتفي بالتريز على الجانب الوصفي باستخراج الصور والملفوظات الممكنة الدالة على علل البنية ولمائيتها (LE POURQUOI).
تتألف "ذكريات وجراح الحرية" من عشر قصص قصيرة كتبت ما بين سنة1987 وسنة 1996، وبإمكاننا اعتبار زمن الكتابة بمثابة علامة خارجية متقدمة (PRE – SIGNE) تؤهلنا الى مسألة المرجعية الزمانية قبل الحديث عن النصوص، خاصة عندما نعرف أن كتابات عبد الحميد بن هدوقة ظلت ناقلة ناقدة مرتبطة بالعالم الخارجي ووقائعه المرحلية، وهذا يعني أن أغلبية نصوص المجموعة كتبت في مرحلة متميزة من تاريخ الجزائر.
- استراتيجية الحالة: بإمكاننا ملاحظة عدة تقنيات أسهمت مجتمعة في انمحاء الاحداث وميل النص الى التضخم والكثافة (OPACITE) بحيث يتمن تغييب الفعل القصصي واستبطاله بأفعال لفظية مثلا.
والظاهر أن المتلقي سيكتشف ببساطة أسباب خفوت النص وهيمنة مقطوعات ذات انتشار بين يكون فيها الفعل القصصي في الدرجة الصفر تماما.
- الفعل في الدرجة الصفر: سنأخذ هذه العينات التمثيلية مختصرة للتدليل على إقصاء الفعل التحويلي، وعوض استعمال المنهج السيميائي بصنمية، سنقوم بتسريده وتبسيطه لأسباب موضوعية تتعلق بالفعل الابلاغي في حد ذاته.
تستهل قصة "المنفي الخمري" بقول السارد: "يا ساقي ! بقايا حلم، أو بقايا دن في هذه الزجاجة؟ اختلطت الاشياء في رأسي...رأسي فرغ كهذه الزجاجة !
أقسم أن لا أشرب ثم أشرب ! وأقسم، ثم ...لكن لماذا أشرب؟ المنفي لا يفكر، يتذكر...".
يتشكل العنوان من كلمتين نعتبرهما مفتاحين لفهم، أو إمكانية فهم، النسيج العام للقصة، فهناك المنفي الدال على الإقصاء، اللاحركة، وهناك صفة "الخمري" الدالة بدورها على الانطواء / اللاحركة، أي أنه بوسعنا جمع الكلمتين في مجال تصويري واحد PARCOURS FIGURATIF) ( يحيل على الثبات، ومن ثم أمكننا اعتبار العنوان قصة متقدمة (PRE-RECIT) ذات علامات شبيهة بمؤشرات (INDICES) لأنها تقوم مقامها من حيث تحضير المتلقي.
وسنكتشف، دون أي عناء أن حركة النص الاكبر، بمقطوعاتها المشمولة (ENGLOBES) وبناه الصغرى (MICRO-STRUCTURES) منسجمة تماما مع العنوان، إذ نلاحظ تناغنا كليا بين هيئة العنوان والهيئات السردية واللاسردية اللاحقة.
هناك حالة الهذيان التي تجسدها ملفوظات مثل: بقايا حلم، أو بقايا دن اختلطت الاشياء في رأسي، رأسي فرغ...وهناك فعل القول الدال على السكون الكلي: المنفي لا يفكر...يتذكر...
وإذ كان بوسع الفعل الاول أن يخلق حركة ما، أو يمهد لظهورها على الاقل،فإن الفعل الثاني ر يقوم سوى بإلغاء أي فعل تحويلي ممكن، لأن الذكرى هي عملية استرجاعية لفعل سابق لم يعد له وجود، بل له نتائج.
منطق العنوان – منطق السياق:
ابتدأت القصة بحالة ثبات ستستمر في الانتشار بازدياد مكوث السارد – الذات (NARRATEUR – SUJET) في المنفى الخمري الذي سيكون بدوره ايعازا (DESTINATEUR) يسهم في خلق حركة زمانية مزدوجة: الآن – القبل (الحاضر – الماضي، أو الواقعي التاريخي).
غير أن هذا التاريخي يرد متعددا غير محدود الموضوع، ويغدو بذلك فعل التذكر فعلا ناقلا لأفعال عارضة وحالات لا يربطها رابط بنائي واضح بسبب حالة السارد الذات وغياب أي برنامج سردي ذي معالم تؤهلنا الى معرفو موضوع التذكر.
إننا لا نقصد أبدا تفكك القصة، لأن هناك قصدية في بنية النص وفق منظور خاص. إنما نشير الى تشتت الموضوعات وانقسامها وطابعها الجزئي ودوران السرد واللاسرد في حلقة محدودة أحيانا، وبذلك تكون حالة السارد أهم سبب في هذا الاضطراب الناتج عن الهلوسة الحالمة كما يقول السارد نفسه:
الخمريات، السيدا السياسية، مقبرة العالية، الحامة، المجنون وليلى، أبو نواس، إسياف ونائلة، القرآن، الاشتراكية، "لاسفيقس"، مونتي كارلو، الأندلس، دولاكروا، سارتر، بودلير، مالطة، وما الى ذلك من الشخصيات والأحداث والأماكن المرجعية التي تعطي للنص سمكا دلاليا دون أن تترك مجالا للحركة، الشيء ذاته نلاحظه في "الذاكرة المثقوبة"، إذ أن الذات لا تستطيع العيش سوى في الحلم والهذيان:
"في لحظة السقوط يتشكل أمامي أمل في صورة سراب، أحث السير، يتلاشى ماء السراب، وتبقى الرمال وحدها بجفافها ولهيبها وتشابهها، وأتذكر..."(2)
وبمجرد استيقاظ الذات المتلفظة (SUJET ENONCIATEUR) وعودتها الى الواقع تكتشف علاقتها الصدامية مع الاخر – الزوجة فتعود الى النوم:
الافضل أن أنام أنا أيضا، بدل اليقظة في الظلام" (3).
انفجار الذوات:
من ضمن التجليات النصية الدالة على الثبات مسألة انفجار الذوات وانزلاقها من وضع الى آخر:
- ذات حالة
- ذات قول
- ذات رغبة
وسيتضح جليا أن تموضع الذات، بهذه الطريقة، هو شكل من أشكال الثبات، من حيث أن الفعل يظل مبعدا، كون الوضعيات الثلاث، رغم اختلافها، ل تسهم في أية حركة حديثة، ولا تمهد للتحول الفعلي، رغم أنها قد تبرز أحيانا انزلاقات وتباينات على مستوى الحالة.
"لا أقسم بجروح قلبي ولا بذكريات حبي،
أقسم بأيامي الباقية وهي قليلة وعليلة، أقسم بأفق بنفسجي يعشق قريتي الجميلة،
وبأيامها الطويلة،
وبطفولتي التي أحبت القمر وعشقت النجوم (...) (4)
بهذه الطريقة تستهل قصة "ذكريات وجراح"، وهي عبارة عن أفعال قولية تحتل حيزا نصيا معتبرا، وقد شحنت هذه البنى الجميلة الصغرى بمجموعة مكثفة من البطاقات الدالة على حالة السارد: جروح القلب، الايام العليلة، الليالي الطوال، الاحلام القليلة، النهار المظلم، الكوابيس الممتدة، اضافة الى إحالات أخرى قد تسهم في تقوية الدلالة البدئية لا أكثر، ومن ذلك الاشارة الى المشاعر "رونية شار" ورواية "لمن تدق الأجراس" والأمل" و"الوضع الانساني" و"الاسطورة المصرية" "أوزيرس" و"إيزيس" وبعض المقابسات الاخرى التي تحيل على القرآن.
إلا أن هذه المقايسات والإحالات المتنوعة لا تسهم في أي تحول حدثي كونها تعمل على إضاءة حلات متعلقة بالسارد في فترات زمانية متباعدة: الماضي/الحاضر.
والحال أن هذه التوقفات لها مبرراتها النصية. لقد ظلت ذات القول تعلل الحالة الثابتة بأشكال ضمنية، ليس هناك، في حقيقة الأمر، موضوع للتحيين أو رغبة للتحقيق، ثمة حالة من الشلل مبنية على الذكرى والنقد والتأويل، ولو أنه بوسعنا اعتبارها موضوعات كما توضح العينة التالية:
"صحيح، كنت أعرف أن عمر بن الخطاب قيل وهو في المحراب يصلي، باسم الدين، ولو أن الرواة سيذكرون ان أبا لؤلؤة كان مجوسيا...ترى ماذا عساه أن يفعل مجوسي في مسجد رسول المسلمين؟ لماذا لم ينتبه اليه أحد، ولم يطرده أحد ؟؟؟" (5)
لا توجد في نهاية المطاف موضوعات قيمية (OBJETS DE VALEUR) كما عهدناها في قصص وروايات عبد الحميد بن هدوقة. هناك عودة الى مساءلة الذات بكل تركيبتها السياسية والثقافية والسياسية، لذا لا تندهش من انتشار مقاطع كثيرة قائمة على:
-التأويل: كما هو الشأن بالنسبة لقصة "رسالة من حائر" (6) وقصص أخرى.
-التأملات الفلسفية: وهي دائمة الحضور
-الابصار الحقيقي: هو رؤية ما لا يرى (7)
-"كم من عيون طبيعية، مستقيمة تنظر الى الوراء بالانقطاع وهي تمسي الى الامام..." (8)-إذا لم يكن هناك إلاه فكل شيء مباح إذن (9) إشارة الى الجريمة والعقاب للكتاب دوستويفسكي
-الرد النصي: (le piétinement textuel)، ونقصد به التلاعبات الاسلوبية والبنائية التي تصب في دلالة واحدة، أو التكرار اللفظي والمقطعي الهادف الى تأكيد المعنى وتقويته.
"بقايا حلم، أو بقايا دن في هذه الزجاجة" (10)
"بقايا حلم وبقايا دن" (11)
"بقايا حلم أو بقايا دن؛ لم أعد أرى ما يراه الشاربون" (12)
-المواقف
"أنا لا أفكر برأس بودلير ولا برأس أبي نواس، ولا برؤوس غيرها من السكارى، بل برأسي هذا الصغير، لا أريد أن أجر كالعربة بأي رأس، ولا بأي لغة" (13).
بإمكاننا أن نلاحظ، ببساطة كبرى، أن المواقف والتأملات والتأويلات قد تؤدي وظائف معنوية كثيرة من حيث الابعاد البلاغية لأنها تصبح موضوعات للسرد، لكنها من الناحية الحركية ستؤدي حتما الى القضاء على الاحداث والأفعال القصصية، لأن الحكاية ستنتشر على حساب التبدلات الحدثية وانزلاقاتها الممكنة، وبقدر ما تسهم هذه المواقف في إضاءة الحالة، بقدر ما تسهم في إقصاء الحركة.
ويبدو أنه من المنطق أن تنمحي الاحداث لحظة العودة الى الذات، أو إلى تصوير شخصيات ليست لها رؤى واضحة المعالم، و تقف وراء أي برنامج سردي يؤهلها الى استبدال حالة بأخرى، أنها شخصيات منطوية على نفسها وثابتة، وهذا ما يبرر بداية بعض القصص بحالة لا توازن لتنتهي بالحالة نفسها، دون أن يطرأ عليها أي تغيير، لأن الكاتب يقوم بعرض الشخصيات (des personnages exposition) إن جاز لنا استعمال هذا المصطلح، لأن هذه الاخيرة تبدو معروضة للآخر، كما يبدو من خلال هذه العينة التمثيلية:
"أن الآن حائر، متردد، لم أجد ولم أستطع الحصول على "تأشيرة" للذهاب الى أستراليا، أو كندا، أو الى فرنسا (...)
قولوا لي، بربكم، ماذا أفعل؟ أرجو جوابا، أو نصيحة، أرجو ردا على تساؤلاتي وحيرتي، من الشيخ الغزالي أو الشيخ الترابي، أو أي شيخ في الدنيا" (14)
والحال أن أغلبية الشخصيات، كما وردت في قصص الحالة، لا تملك سوى رغبات وتداعيات ومواقف من نفسها ومن الآخر، وهذا ما تعكسه قصة تمثال بلا رأس التي تلخص بشكل واضح للعيان هيئة الشخصية ووضعيتها وأسباب ميل نصوص كثيرة الى تسبيق انتشار الصفات دون الافعال.
قضيت يومي مضطربا قلقا، أبحث عن لا أدري ما هو، تخيلتني كإمرأة تريد أن تحبل وتلد مولودا يشبه ممثلا سينمائيا عشقت صورته" (15)
استراتيجية الحركة:
مقابل النصوص المنبنية على العرض المتراخي، هناك قصص ركزت على الفعل التحويلي الآيل الى تحريك الشخصية وفق منطق سردي خاص.
لقد عرفت كتابات عبد الحميد بن هدوقة يمنحاها المتميز وبنوعية حركيتها الحديثة، وغالبا ما كانت الغائيات ايجابية ومحققة داخليا إذا استعرضنا المصطلح الاسلوبي – كون القناعة الشخصية للكاتب تلعب دورها في توجيه الفعل والرغبات، بغض النظر عن السيرورة الاجتماعية.
والظاهر أن قصة "رمانة الساقية" تعتبر العينة التمثيلية المثلى الدالة على نوعية المخطط السردي الخارجي الذي يتجاور مع مخططات أخرى لكتابات سابقة.
1-الحالة البدئية: وهي حالة لا توازن معهودة تحفز الباطل على إقرار التوازن لتحقيق هدف مسطر له قبلا. وتبدو قصة "رمانة الساقية" متكئة على هذا المنطق، إذ تستهل الحكاية بحالة عارضة للمكان والشخصية والموضوع السردي المركزي: شجرة الرمان، التي ستكون الايعاز الحقيقي الذي يولد الافعال اللاحقة.
قالت تسعديت لزوجها بلخير:
"رمانة الساقية التي كانت في الماضي تعطينا الرمان فنأكل وندخر يبست، لم يبق فيها ما يصلح سوى الاحتطاب، سأحتطبها متى وجدت الوقت لذلك" (16)
ومن البديهي أن تدخل هذه النتيجة في إطار علاقات سببية أخرى، لقد تهدمت الساقية القديمة لما شرع في إعادة ربط البساتين بمجرى الوادي ولم يعد هناك ماء لسقيها. الامر الذي سيؤدي الى قطعها.
إن هذه الافعال – المسببات والنتائج – ليست ذات قيمة كبرى، لأنها حدثت قبلا، ومن ثم فهي ليست سوى مقدمات ومبررات لملفوظات التحول التي ستميز خاتمة النص.
"بعدما انتهى بلخير من قطع جذع الشجرة أخذ يحفر حول جذورها لاستئصالها..."(17)
لو توقفنا عند هذا الحد لهيمنة الحالة ثانية وعادت الحكاية الى الوضع البدئي المتسم باللاتوازن: ومن المنطقي، بطبيعة الحال، أن يترتب عن هذه الخاتمة رد فعل عبارة عن نقل لمجموعة من الاحاسيس التي لا تؤدي أية وظيفة تحويلية لركونها الى الذات.
غير أن الملفوظات اللاحقة ستسهم في تحريك النص من جديد ومن ثم نقله من الحالة الى الحركة.
يقول صالح لعمه وقد أوشك أن يستأصلها.
-"أرجوك يا عمي، لا تقطع جذورها ! دعها (...)
-إنها ماتت يا ولدي، ماتت، لا فائدة في سقيها، الجذور الميتة لا تسقى!
–لا، ليست كل الجذور، يا عمي، جذور هذه الشجرة لم تمت" (18)
في هذه المرحلة من تطور الحكاية تظهر تراكمات فعلية: سقي الرمانة مرتين في اليوم الواحد، بناء الحوض، ملئه بالتراب، أزهرت الاشجار وأورقت، واصل صالح سقي الشجرة، ذهب الى بستان مجاور ليتأكد من النبتة الغربية (...)
وفي آخر القصة، يدرك القارئ أن شجرة الرمان عادت الى الحياة وكبرت، كما كبر صالح وأشجرت الجذور اليابسة وأصبحت مثقلة بالثمار، لقد عاد الماء رقراقا وأعيد بناء الساقية، وبذلك يتحقق التوازن الذي أسست له كفاءة شخصية صالح التي كانت وراء البرنامج السردي الاكبر المتمثل في ضرورة إنعاش شجرة الرمان.
المنطق نفسه سيتجلى في قصة "الأب البندقية": تبدو استراتيجية السردية (NARRATIVE) مؤسسة على قناعة قبلية، يريد الأب / السلطة الذي يعيش حالة توازن مستمر بفعل تكوينه، الحفاظ على مكانته، وبالمقابل نجد الابناء / الرعية الذين يعيشون حالة لا توازن بفعل استبدال الأب، يحاولن قلب النواميس لتحقيق ذواتهم.
إن هذه الوضعية المركبة ستضعنا أمام برنامجين سرديين فرضيين، إما أن يلجأ الاب / السلطة الى كفاءة أخرى لتقوية سلطته وإيقاف التمرد الممكن، أو أن يلجأ البناء الى التأسيس لحركة مضادة قصد تحقيق رغباتهم، وفي الحالتين ستكون هناك حركة، أي أن السرد سيتجاوز اللحظات الخافتة ووضعية التراخي معا ليهتم بالفعل، وذلك ما سيتحقق في خاتمة القصة تماما.
"أخذوا منه البندقية فسقط مغشيا عليه.
شاع الخبر، تناقلته الألسن، وقال الناس: سقطت البندقية، لتسقط البندقية"
وبإمكاننا أن نضع قصة "أطلقوا النار على الكلمات" في إطار الاستراتيجية ذاتها، بغض النظر عن أبعادها الدلالية. أما الشيء المؤكد أن انبناء بعض النصوص على الحالة لا يعني أبدا أن هناك انهزاما للكاتب وشخصياته، بل هناك عودة الى الذات والى التأمل، وهذا شيء أساسي.
الإيــــحـــــالات:
- عبد الحميد بن هدوقة، ذكريات وجراح، قصة المنفي الخمري، دار النشر مارينو، الجزائر 1997، ص 5
- المصدر نفسه، قصة الذاكرة المثقوبة، ص 52
- الذاكرة المثقوبة، ص 58
- ذكريات وجراح ص125
- ذكريات وجراح ص 128
- رسالة من حائر، ص 77-80
- المنفي الخمري، ص 11
- المنفي الخمري، ص 11
- ذكريات وجراح ص129
- المنفي الخمري، ص5
- المنفي الخمري، ص5
- المنفي الخمري، ص6
- رسالة من حائر، ص 80
- تمثال بلا رأس ص 28
- رمانة الساقية ص 19
- رمانة الساقية ص 21
- رمانة الساقية ص 21
- الاب البندقية ص 74